dimanche 12 mars 2017

تحبيس أواسط رمضان 1199 هجري و نزاع أمام قاضي الحنفية 1212 هجري


هذه وثيقة تعود إلى عام 1251 هجري يوافق 1836 ميلادي تتضمن نص رسم تحبيس وفقا لقواعد المذهب الحنفي ويعود إلى أواسط رمضان 1199 هجري يوافق أواسط جويلية 1785 ميلادي... الوثيقة تتضمن تفاصيل خصام حول نظارة الحبس بين مستحقيه وفصل النزاع تم من لدن قاضي الحنفية في 1212 يوافق 1798 ميلادي العقار يقع بمدينة نابل...ما يسترعي الانتباه في الوثيقة هو البعد  الصوفي الميتافيزيقي للتحبيس حيث أن غاية المحبس تحمل دلالات رمزية لا غير إذ  أنّ التحبيس يتم لفائدة "فقراء الطوافين" بنابل الذاكرين الله بأضرحة الصالحين شريطة أن يقيم هؤلاء ألفية في كل سنة في ليلة من ليالي الأشهر الحرم يقولون فيها "لا إلاه إلا الله محمد رسول الله" ألف مرّة ويتم مقابل ذلك إطعامهم من ريع الحبس على مر الدهور والعصور....لا شك أن الوثيقة تستحق الدراسة في هذا الجانب حيث أن غرض المحبس هو التسليم في ما هو مادّي دنيوي مقابل الحصول على ما هو رمزي وصوفي .....



نص الوثيقة :

الحمد لله هذه نسخة من رسم تحبيس أخرجت هنا لمن له فيه حق عن إذن من يجب أعزه الله تعالى قاضيا بنابل الواضع طابعه أمام حمولته**** 
الحمد لله بعد أن استقر على ملك المكرم الأجل السيد الشريف الطاهر العفيف حميده بن المنعم المرحوم برحمة الحي القيوم السيد الشريف الحاج علي شراده النابلي جميع الدار شرقي المفتح المواجهة لباب مسجد جامع**** من نابل
يحدها قبلة ورثة الفقيه حميده سليمان النابلي وشرقا طريق حيث المفتح وجوفا طاحونة له وغربا طريق وجميع الطاحونة وما احتوت عليه من عدّتها المجاورة لما ذكر يحدها قبلة الدار المذكورة وباقي الجهات طريق شرقي المفتح وجميع الحوش الداير بالطابية المشجر رمانا شرقي بلد نابل بدار الجرابة المحدثة بها مقبرة من غربها على قدر المسافة للجوف يحدها قبلة الشريف الحاج قاسم شراده أحد الشهود الآتي ذكرهم وشرقا وجوفا طريق وغربا مقبرة الخارجة منها بجميع ما لذلك من الحدود والحقوق وعامة المنافع الاستقرار التام وكان استقرار ذلك على ملكه النصف منه بالإرث في والده المذكور والمقاسمة مع باقي ورثته والنصف الباقي بالإرث في شقيقه المرحوم الحاج قاسم حسبما ذلك مبين في غير هذا بوثيقة استرعاء ثابتة لدى من يجب قاضيا بنابل شهد فيها المكرم الأجل السيد الشريف القاري المجوّد أبو الفضل قاسم بن المنعم المرحوم القاري السيد الشريف اب النجاة سالم شراده والمكرم الأجل السيد الشريف القاري أبو الحسن علي بن المنعم المرحوم السيد الشريف سالم شراده النابليين مرجوع على شهادتهما بالقلم الحكمي**** ويليه بكتب العمل ويليه رسم العمل منعقد بشهادة شهيديه**** وبأعلاها طابع شيخ المدينة القاضي بتابل الإذن التاريخ وقف على جميع ذلك شهيداه حضر لدى شهيداه الشريف حميده شراده المالك المذكور أعلاه وأشهد على حبسه*** أنه حبس وأبّد ووقف جميع ما على ملكه من جميع ما هو مذكور من الطاحونة والدار والدويرة المذكورة أعلاه بجميع حدودها وحقوقها وعامّة مافعها وحض الدويرية في السقي من بيرها الخارجة عنها من جوفها على الفقراء الطوافين بأضرحة الصالحين الذاكرين الله يجعلون له ألفية يقولون فيها لا إلاه إلا الله محمد رسول الله سبعون ألف مرة في كل سنة في أي ليلة من ليالي الأشهر الحرم رجب وشعبان ورمضان على مر الدهور والأعوام ويجعل لهم من ريع الحبس المذكور على "نصه المزجور" اثنا عشر مثردا كسكسي برا ولحما وابزارا وجعل النظر في ذلك لابنته الحرّة شرافه ولحفيدته للابن البنت فاطمة ابنة ابنه المرحوم محمد يجريان الألفية المذكورة على نصها المشهور وما فضل عن ذلك من ريع الحبس المذكور يكون لهما  وجعل النظر في ذلك من بعدهما لذريتهما وذريّة ذريّتهما وعقبهم وعقب عقبهم ما تناها العقب وتسلسل فإذا انقرض العقب أو لم يكن لهم عقب أصلا رجع النظر في الحبس المذكور للأصلح فالأصلح من عرش المحبس المذكور يجري الحبس المذكور على نصه المشهور وما فضل عن ذلك من ريع الحبس المذكور بعد إصلاح الحبس المذكور ورد ما يهدّم منه على أصله يكون له فإذا انقرض العرش ولم يكن فيه أصلح رجع النظر في ذلك لجماعة الفقراء يقدمون من شاؤوا منهم كيف شاؤوا حبس من ذكر ما ذكر على من ذكر على نصه كيف وقع وشهر حبسه حبسا ووقفا حراما مصرمدا لا يباع ولا يوهب ولا يورث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين فمن بدّله أو سعى في تغيير شيء منه**** وولي الانتفاع منه .اخذ المحبس المذكور في انعقاد حبسه المشهور على نصه المزجور ومكتفيا في ذلك بقول الإمام الأمجد أب يوسف صاحب الإمام الأعضم أبو حنيفة النعمان ر الله تعالى عنه وعن بقيّة الأئمة أجمعين وبقول علماء " بلخ وبخار ومن وراء النهر القائلين يكفي في انعقاد الحبس قول المحبس حبست ووقفت دون احتياج إلى حوز ولا حكم حاكم وعلى قول من ذكر استثنى المحبس المذكور لنفسه الانتفاع بما حبسه أعلاه مدّة حياته فإذا أتاه أجله المحتوم وتوفاه الحي القيوم التحق الفرع بأصله وخلص الحبس على من هو محبس عليه كيف هو مزجور خلوصا تاما شهد عليه بذلك حال جواز أواسط رمضان المعضم من عام 1199 تسعة وتسعين ومائة وألف بمعرفة من وقف على من يطلب الوقوف عليه منعقد ذلك بشهادة الفقيهين العدلين اب عبد الله محمد قربوج واب النجاة سالم حديدان عدلين بنابل.
وبطرة نصه الحمد لله حضر لدى شهيديه السيد الشريف حميده المحبس المذكور امامه وذكر أن حفيدته للابن بنت ولده المرحوم محمّد أحد الناظرتين المذكورتين أمامه توفيت إلى رحمة الله ولم تخلف عقبا بل توفيت صغيرة قبل التزويج وبعد ذكره لذلك أشهد الآن أنه جعل مكانها في النظارة المذكورة مع ابنته شرافه المذكورة المكرم الأجل ابا حفص عمر بن المرحوم بكرم الحي القيوم الفقيه القاري اب عبد الله محمد بلوط الحنفي النابلي وجعل النظر له مع زوجه المذكورة ولذريته من بعده على النص المذكور إمامه من غير زيادة ولا نقصان وشهد عليه بذلك وهو بحال جائزة شرعا بتاريخ أواسط شهر شعبان عام اثنين ومائتين والف بمعرفته منعقد بشهادة الفقيهين النبيهين العدلين المرحوم الشيخ الإمام الخطيب اب الفضل قاسم يعقوب والسيد الشريف أب عبالله محمد القصطلي.
وبمحوله نصه الحمد لله بعد أن قدمت مراسلة من الشيخ الإمام العالم الهمام منفذ الأحكام الشرعيّة بين الأنام الفقيه النبيه الواعظ الورع أب عبد الله محمد بيرم افندي قاضي محروسة تونس عمّرها الله وعملها مخاطبا بها نائبه الفقيه النبيه الشيخ المدرس الراوي اب الحسن علي قرافة قاضي نابل وعملها ****فضمنها بعد السلام *****حضر لدينا المكرم سالم بن عبد الرحمان عون الله نائبا عن المكرم عمر بن المرحوم محمد بلوط بتوكيل بيده متنازعا مع المكرم قاسم بن علي بن الحاج علي أيضا عرف شراده في شأن الحبس الصادر عن عم الثاني وهو المرحوم حميده بن الحاج علي شراده المذكور على الفقراء الطوافين الذاكرين الله يجعلون له ألفيّة بقولون فيها لا الاه إلا الله محمد رسول الله سبعين ألف مرة في كل سنة ويجعل لهم من ريع العقار المحبس اثني عشر مثردا كسكسي برا ولحما وجعل النظر في ذلك لابنته شرافه وحفيدته فاطمة  وما فضل عن ذلك يكون لهما ثم من بعدهما لذريتهما وذرية ذريتهما ثم من بعدهم للأصلح فالأصلح من عرش المحبس المذكور وما فضل أيضا يكون له ثم في طرته للمكرم عمر بن محمد بلوط المذكور النظر مع البنت شرافه لوفاة فاطمة في حياة المحبس عن غير ذرية وتوفيت البنت شرافه أيضا عن غير ذرية** انفراد منوبه عمر بالتصرف في الوقف المذكور وأخذ فاضله لنفسه حيث جعله الواقف مكان حفيدته فاطمة وهي لوكانت حية فلها ذلك وليس للأصلح من العرش حق***الأصلح منوط بانقطاع فاطمة وهو قائم مقامها وعارضه المكرم قاسم المذكور بانه لا حق له  في الوقف المذكور حيث جعله الواقف ناظرا مع زوجه شرافه وقد توفيت هي**** وانتقل الحق الآن للأصلح.
وصول مراسلتنا هاته اليك ان يكون عليه عملك ان عمر بلوط لا حق له في الريع ولا في النظر فيه حيث ماتت زوجه شرافه وانتقل الحق للأصلح من عرش المحبس لمن ثبت  لديك انه أصلح من عرشه بوثيقة استرعاء فله النظر وأخذ الفاضل سواء كان قاسم المذكور او غيره فليكن عملك عليه والسلام ***الأجل المحفوظ بالله عز وجل الصالح أب عبد الله محمد البارودي مفتي السادات الحنفيّة بواسطة عونه المكرم الأجل القاري أحمد الغرياني أوائل جمادى الأول اثني عشر ومائتين وألف.





 فلما بلغت المراسلة المذكورة للنائب المذكور امتثل غاية الامتثال وبادر لما أمر به في الحال وأذن عرش المحبس بإقامة بينة في الأصلح منهم فعند ذلك وردت البينة وشهد بأن الأصلح قاسم المذكور أعلاه حسبما ذلك ثابت بوثيقة استرعاء شهد له فيها المكرم محمد بن المرحوم سالم الخياطي ويدعى بن الحماميّة النابلي معروف والمكرم محمد بن المرحوم علي ڤادي*** صناعة النابلي معروف والمكرم محمد بن المرحوم احمد *** النابلي معروف والمكرم محمد بن المرحوم قاسم بوليله النابلي والمكرم فرج بن المكرم أحمد البناري ويدعى الهرّاج النابلي***** والمكرم أحمد بن المرحوم علي بن أحمد دعيمش النابلي معروف والمكرم صالح بن حميدة خلف ويدعى بن شوكه النابلي معروف والمكرم محمد بن الحاج علي الشوك النابلي معروف والمكرم محمد بن عمر بن تميم النابلي الدار وم أحمد بن علي *** المعموري النابلي الدار معروف والمكرم حميده بن المرحوم محمد زروق النابلي معروف والمكرم سالم بن المرحوم احمد بن شامخة النابلي معروف مرجوع على شهادنهم بالقلم الحكمي*** ويليه بكتب العمل بالقلم المذكور ويليه رسم العمل بشهادة شهيديه وبأعلاها طابع الشيخ المخاطب المذكور مؤرخ بأواسط جمادى الثانية من عام ****المذكورين فتمم فيه الموجب كما يجب وقف على ذلك شهيداه وبعد كون ما ذكر كيف ذكر حضر لدى شهيديه المكرم الأجل القاري أحمد بن المرحوم الفقير سليمان مراد شيخ فقراء الطوافين  بأضرحة الصالحين الذاكرين الله في التاريخ ورضي بقاسم المشهود بصلوحيته أعلاه ناظرا على الوقف المذكور الرضاء التام***تامة بعد أن رجح الوثيقة المذكورة  حسبما تضمنه طابعه أعلاه زيد علاه وحضر قاسم المشهود فيه وقبل النظارة قبولا تاما بحيث لا معارض له فيها*** ويجريه على نصه المزجور وبمحوله شهد على اشهاده بذلك فعلى الشيخ المذكور بحال كمال وعلى من عداه بحال صحة وطوع بتاريخ اوائل شهر الله رجب الفرد الأصب عام اثني عشر ومائتين وألف****منعقدة بشهادة الفقيهين العدلين المرحومبن اب عبد الله محمد بن عبد الرحمان والعاطف عليه عبد السلام معروف النابليين
وبأسفله ما نصه الحمد لله حضر لدى شهيديه الشقيقان المكرمان الشريفان قاسم وعلي ولدي علي شراده النابلي واصطلحا معا على أن يأخذ علي المذكور الدويرية المشجرة رمانا وبها توتا***وحده لا يشاركه فيها قاسم المذكور** ويجعل اربعة مثارد كسكسا ولحما وابزارا ثلث الاثني عشر مثردا والثلثان يصنعها قاسم المذكور على ما في محوله واعلاه***في الطاحونة ودار السكنى يستقل بها وحده ويجعل الثمانية مثارد قاسم المذكور وحده من غير منازع له في ذلك وطيب كل منهما لصاحبه ما ذكر وترك علي المذكور الخصام والنزاع وكل ما تولدته الأحكام عن شقيقه قاسم المذكور لرضائهما بذلك واخذ كل منهما ما استقل به يعد ان طال بينهما في ذلك النزاع والخصام***على نحو ما ذكر حضورا واشهادا وتطيبا  وشهد عليهما بذلك حال الجواز والمعرفة أواسط رجب عام اثني عشر ومائتي والف بمعرفتهما منعقدا بشهادة الفقيهين النبيهين اب عبد الله محمد بوصاع والمرحوم اب عبد الله محمد حديدان النابليين وهذه نسخة ذلك على ما هي عليه قابلها بأصلها عام واحد وخمسين ومائتين وألف
أواسط رجب عام 1212 : 3 جانفي 1798






Aucun commentaire: